لمحة تاريخية عن دوري أبطال آسيا
|
كانت بداية انطلاق البطولات القارية للأندية الآسيوية في أواخر ستينات القرن الماضي مع بطولة الأندية الأبطال.
المشاركة العربية الأولى كانت في النسخة الثالثة عام 1970 عبر نادي الهومنتمن اللبناني الذي شارك في دورة مجمعة في العاصمة الإيرانية طهران مع ستة أندية أخرى، وسجل حينها موقفاً تاريخياً عندما وأوقعه الحظ في مواجهة فريق هابويل تل أبيب الإسرائيلي في الدور قبل النهائي، لينسحب من اللقاء ويعتبر مغلوبا 2-صفر بسحب قوانين البطولة، قبل أن يهزم فريق ميدان الإندونيسي في وقت لاحق وينال المركز الثالث.
النسخة التالية من البطولة أقيمت في تايلاند وشارك فيها فريقا الشرطة العراقي والعربي والكويتي، وبلغ وقتها الفريق العراقي المباراة النهائية قبل أن ينسحب أمام ماكابي تل أبيب الإسرائيلي ويكتفي بالمركز الثاني.
وكانت تلك النسخة هي الأخيرة من البطولة التي لم تقام البطولة بعد ذلك لما يقارب الـ 15 عاماً بسبب ضعف إقبال الأندية الآسيوية على المشاركة فيها.
عادت البطولة مرة أخرى في موسم 1985-1986 تحت مسمى بطولة الأندية الآسيوية، ولم تكن هناك بالطبع مشاركة من الأندية الإسرائيلية بعد طرد الاتحاد الإسرائيلي من القارة الآسيوية استجابة لضغوطات الاتحادات الدول العربية والآسيوية.
الأهلي السعودي خسر المباراة النهائية لتلك النسخة على ملعبه أمام دايو رويالز الكوري الجنوبي 1-3 بعد وقت إضافي، وفي النسخة التالية أقيمت المرحلة النهائية على شكل مجموعة من دور واحد في العاصمة السعودية الرياض بمشاركة أندية الهلال والطلبة العراقي ولياونينغ الصيني وفوروكاوا إلكتريك الياباني الذي توج باللقب بتحقيقه فوزه في جميع مبارياته.
بدءاً من نسخة 1987-1988 أقيمت المباراة النهائية بنظام الذهاب والإياب، وكان بإمكان الهلال السعودي أن يحقق أول ألقاب العرب في البطولة ولكنه انسحب من النهائي أمام يوميوري الياباني بعد اعتراضه على طاقم تحكيم مباراة الذهاب.
ثم جاء الموسم التالي ليشهد تحقيق السد القطري لأول ألقاب الأندية العربية في البطولة بعد تفوقه على الرشيد العراقي في النهائي بفارق تسجيله أهداف أكثر خارج ملعبه، بعد أن خسر في بغداد 2-3 وفاز في الدوحة 1-صفر.
وحقق لياونينغ الصيني لقب نسخة عام 1989-1990 قبل أن يخسر نهائي النسخة التالية أمام الاستقلال الإيراني في ظل غياب معظم الأندية الخليجية بسبب حرب الخليج وعودة نظام البطولة إلى نظام الدورة النهائية المجمعة في دولة واحدة.
في نسخة عام 1991-1992 حقق الهلال السعودي أول ألقابه في البطولة بعد فوزه في المباراة النهائية في الدوحة على الاستقلال الإيراني بركلات الترجيح.
وواصلت الأندية السعودية تألقها فبلغ الشباب نهائي النسخة التالية قبل ان يخسر امام باس طهران الإيراني.
بعد ذلك غاب اللقب لفترة طويلة عن أندية غرب آسيا فحققته أندية مثل تاي فارمرز بانك التايلاندي وتشونما وبوهانغ الكوريين وجوبيلو إيواتا الياباني، في حين الأندية العربية بالوصافة في نسخ 93-94 (النصر العماني) 94-95 (العربي القطري) 95-96 (النصر السعودي).
وكانت العودة في نسخة 1999-2000 عندما حقق الهلال السعودي ثاني ألقابه بالفوز على جوبيلو إيواتا الياباني حامل اللقب في الرياض 3-2 بعد وقت إضافي بفضل ثلاثية البرازيلي سرجيو ريكاردو.
دانت السيطرة من جديد بعد ذلك للأندية الشرق الأسيوية قبل أن يتم تغيير نظام البطولة واعتماد نظام دوري الأبطال إسوة ببطولات الاتحاد الأوروبي بدءاً من موسم 2002/2003.
في النسخة الأولى من دوري الأبطال شاركت جميع الأندية الآسيوية في مراحل تمهيدية قبل أن يتأهل 16 فريقاً إلى مرحلة المجموعات، ويتم تقسيمهم على أربع مجموعات بواقع أربعة في كل مجموعة.
العين الإماراتي، بقيادة المدرب الفرنسي برونو ميتسو، نجح في انتزاع أول لقب للأندية الإماراتية بعد أن تصدر مجموعة ضمت معه السد القطري والاستقلال الإيراني والهلال السعودي، ثم أطاح بداليان شيدا الصيني من قبل النهائي بعد مواجهتين مثيرتين ففاز في العين 4-2 قبل أن يخسر في الصين 3-4 وبتأهل بفضل الهدف الثالث الذي أحرزه مهاجمه الإيراني فرهاد مجيدي قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق.
وواجه الفريق الإماراتي في النهائي فريق تيرو ساسانا التايلاندي وهزمه في العين 2-صفر قبل ان يخسر صفر-1 في العودة في بانكوك ويتوج باللقب.
بدءاً من النسخة التالية غير الاتحاد الآسيوي من نظام بطولاته من جديد فقسم دوله الأعضاء بحسب مدى تطور بطولات كرة القدم فيها ومدى تطبيق أنظمة الاحتراف، فسمح لأندية بعض الدول بالمشاركة في دوري الأبطال بينما شاركت أندية البعض الأخر في كأس الاتحاد.
وشارك في دوري الأبطال 28 فريقا تم تقسيمهم على سبع مجموعات، تأهل أول كل مجموعة إلى ربع النهائي الذي شارك فيه حامل اللقب بشكل مباشر.
الاتحاد السعودي نال لقب تلك النسخة بعد أداء بطولي في الدور النهائي لن تنساه الجماهير الإتحادية لفترة طويلة، فبعد خسارته في جدة ذهاباً 1-3 امام سيونغنام تشونما الكوري الجنوبي كانت كل الترشيحات تصب في صالح الأخير لإنهاء الأمور لصالحه في مواجهة العودة.
ولكن نمور جدة لم يتسلموا وقدموا واحدة من أجمل المباريات النهائية في تاريخ البطولة على ملعب تانشيون بمدينة سيونغنام محققين الفوز 5-صفر ليتوجوا باللقب عن جدارة. وأحرز أهداف الفريق السعودي في تلك المباراة رضا تكر وحمزة إدريس ومحمد نور (2) ومناف بوشقير.
نهائي نسخة عام 2005 كان عربياً خالصاً وجمع أول بطلين لدوري أبطال آسيا، العين والاتحاد، وكان اللقب من نصيب الفريق السعودي للعام الثاني على التوالي بعد تعادله في العين 1-1 وفوزه في جدة 4-2 بأهداف السيراليوني محمد كالون ومحمد نور والكاميروني جوزيف جوب وأحمد الدوخي.
وكان هذا اللقب هو الأخير للأندية العربية في البطولة.
الكرامة السوري كان مفاجأة النسخة التالية ببلوغه الدور النهائي وخسارته بشرف أمام جيونبوك هيونداي الكوري الجنوبي 0-2 ذهاباً قبل ان يفوز في مباراة العودة على ملعب خالد بن الوليد 2-1 ويكتفي بالوصافة.
الأندية اليابانية حققت لقبي 2007 عبر أوراوا ريدز و2008 بفضل غامبا أوساكا، وتغير من جديد نظام البطولة فقرر الاتحاد الآسيوي إقامة النهائي كمباراة واحدة نهائية في ملعب محايد إسوة بالقارة الأوروبية رغم الفارق الكبير في بعد المسافات بين دول القارة وسهولة التنقل بين تلك الدول.
في عام 2009 تغلب بوهانغ الكوري الجنوبي على الاتحاد السعودي في طوكيو 2-1 ثالث ألقابه في البطولة والأول منذ 10 مواسم، قبل أن يبقى اللقب في كوريا في النسخة التالية بعد فوز سيونغنام تشونما في المباراة النهائية أيضاً في طوكيو على زوب آهان الإيراني 3-1.
ومن جديد تم تغيير نظام المباراة النهائية بدءاً من نسخة عام 2011 حيث ستقام في ملعب أحد الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية بحسب القرعة التي أجريت للدور ربع النهائي.
|
0 التعليقات:
إرسال تعليق