زار مدرب مانشستر يونايتد ديفيد مويس ايطاليا وفرنسا لمشاهدة مباريات يوفنتوس وباريس سان جيرمان، الصحافة بدورها انقسمت إلى اتجاهات مختلفة، وما قرأته في الأيام الأخيرة حول أهداف الزيارة أمر يستحق التوقف عنده بشكل خاص يشرح الأفكار.
الصحف انقسمت إلى اتجاهات يتبين من خلالها مدى تعقيد كرة القدم كصناعة وعلم وصعوبة مهنة المدرب، فالرأي الأول وهو السهل بأن ديفيد مويس ذاهب لمراقبة ماركيزيو وباستوري للقرار بمسألة شراء أحدهما لخط وسطه، وهذا أمر منطقي خصوصاً أن مبلغ الاستثمار كبير وأن حالة الفريق لا تسمح بأي صفقة خاطئة، ولنقل إنه الأمر التقليدي الذي ليس به جديد.
الفكرة الأخرى التي أعجبتني وطرحتها صحف إيطالية، وهي أن ديفيد مويس ذهب إلى هناك للتأمل والبحث عن أفكار، ليس على طريقة تأمل الرهبان في التبت بل على طريقة مدربي كرة القدم، هو ذهب ليرى طريقة لعب يوفنتوس خارج ملعبه في مباراة صعبة وكيف ينظم نفسه ويحتفظ بالكرة على نحو إيجابي، كما أنه ذهب لمشاهدة سان جيرمان وهو ايضاً أحد أفضل الفرق استحواذاً في أوروبا وامتلاكاً لشخصية تكتيكية جيدة ليرى كيف يتم إدارة الأمور من قبلهم في الملعب؛ البعض قد يقول إنه ذاهب ليسرق الأفكار، وهذه رؤية متسرعة لأن ما يفعله الرجل لو صح اسمه اجتهاد، وتجربة أي شيء كي ينجح الفريق الذي يدربه.
الفكرة الثالثة والأخيرة التي طرحها البعض في شبكات التواصل الاجتماعي، هي أن مويس يشعر إن أفكاره لا تطبق جيداً في الملعب كما كان يتصور قبل تدريبه مانشستر يونايتد، لذلك قرر العودة إلى دور المشاهد من بعيد، أي أن ديفيد ذهب هناك كمشجع كي يشاهد المباراة، لعل وعسى وجد إلهاماً، أي يمكن القول إن ما يفعله هناك مجرد مشاهدة هادفة، ليس بحثاً عن أفكار بل بحثاً عن إلهام، سيشاهد ويبحث عن أخطاء فيما يجري أمامه ليعرف بالنهاية مشكلته الحقيقية.
قد تكون الفكرة الأولى المباشرة هي الصحيحة والأسرع استيعاباً، لكن أعجبني كيف أن هناك من ذهب إلى أبعد وأعمق مما نراه بسرعة، كلام هؤلاء المفسرين قد يكون صحيحاً وبالتالي نتعلم، وقد يكون خاطئاً لكنهم سيلهمون من خلاله مدربين جدد في المستقبل كي يفعلون الأمر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق