قبل الدخول في صلب الموضوع أود أن أقول ان ما ساكتبه يمثلي رأيي الشخصي و لا علاقة له بالمدونة,واتمنى ان تحترموا رأيي
ما دفعني لكتابة هذه الأسطر عن الحدث الأبرز لهذا العام ألا و هو فوز نجم الميرينغي بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013 ، ليس فقط الرغبة الملحة التي انتابتني لأشارك المتتبعين في النقاش المثير حول أحقية رونالدو بالجائزة من عدمها ، بل إن ما أصبو إليه من وراء الجمل القادمة هو بالأساس توضيح بعض النقاط المرتبطة بتتويج رونالدو بهذه الجائزة الفردية الغالية دون عاطفة وبحيادية تامة ، بعد أن كثر اللغط والحكايات والروايات التي صاحبت وقدمت وتلت حفل زيوريخ الشهير ..
في البداية أشير أن رونالدو كونه ليس و لم يكن يوما لاعبي المفضل يوما في عالم كرة القدم لن يمنعني من قول كلمة حق دون الانحياز لطرف على آخر ، لذا فأننا لا أتفق مع أولئك الذين اعتبروا دموع رونالدو التي ذرفها لحظة إعلانه فائزا تمثيلية أو هدف من خلالها اللاعب الظهور بصورة الطيب و الملاك ، بكاء رونالدو من وجهة نظري البسيطة جاءت كردة فعل طبيعية جدا ، فرغم التحفظات العديدة المؤخوذة على بعض من تصرفات وأفعال اللاعب الذي ارتبط اسمه دوما بالغرور ، إلا أنه في النهاية يبقى إنسانا يضحك عند الشعور بالفرح و يبكي إذا اعتراه الحزن .
رونالدو لم يتمكن بل لم يحاول كتم مشاعره عند استلام الجائزة وانهمر في بكاء له عدة مسببات ، أول قيمة الجائزة من الناحية المعنوية ، فكما هو معلوم التقدير المعنوي في الرياضة أهم كثيرا لدى الرياضي من التقدير المادي، فحتى لو كان رونالدو يتقاضى ملايين الدولارات كل عام، فهذا لا يغنيه عن لحظة تكريم معنوي، لأن هذا هو النجاح الحقيقي، الذي يقدره الكل والذي لا ينسى و يذكره التاريخ .
ثم إن ما غفل عنه الكثيرون أن يكون رونالدو كأي إنسان طبيعي في لحظة التكريم تلك قد استحضر صورة والده الذي فقده صغيرا والذي كان قد وعده بأن يصبح أفضل لاعب في العالم في يوم من الأيام وهو ماقد يكون قد خطر ببال رونالدو في تلك اللحظة المؤثرة ، والتحاق ابنه به على منصة التتويج كانت الشرارة التي فجرت دموعه ، حيث اختلطت مشاعر الفرح والفخر بالتتويج بمشاعر الأبوة اتجاه ابنه وتلك التي حرم منها صغيرا .
من جهة أخرى بكاء رونالدو عند استلام الجائزة يمكن تفسيره على أنه نتيجة تقدير اللاعب للعمل الذي قام به ليس فقط خلال الموسم أوقبل بدايته ، بل منذ عدة سنوات أحكم فيها الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي قبضته على الجائزة الفردية الأغلى في العالم وتربع على عرش المستديرة .
بلغة أخرى رونالدو كان طيلة هذه السنوات يقوم بمجهود خرافي لكي يعوض الفارق بينه و بين ميسي ، فهو من اللاعبين أصحاب المهارة التي صنعها هو لنفسه ، وليس مولودا بها مثل غيره من أبطال كرة القدم أمثال ليونيل ميسي، لذلك فعند لحظات التتويج لم يستطع تمالك أعصابه، وأخرج كل الضغط الذي كان يعيشه في صورة بكاء ، والضغط هنا في حالة رونالدو ليس ظلما وقع عليه، ولكنه قصة تنافسية و كفاح عاشها منذ فترة كبيرة ، وكان في انتظار النتيجة التي تكلل هذا المجهود الرهيب، وفي النهاية أتت اللحظة الحاسمة التي استلم فيها الكرة الذهبية، ولم يستطع بعدها إخفاء مشاعره التي كان يحس بها طيلة هذه الفترة .
لماذا اختارو رونالدو؟ ألم يكن ميسي أولى؟ ألا يستحق ريبيري الجائزة؟
بعد إعلان رونالدو أفضل لاعب في العالم للعام 2013 كان متوقعا أن تتعالى أصوات المعارضين قبل المؤيدين ، ولكن ما لم يكن في الحسبان ولم يخطر ببال هو أن يخرج مدربون وقادة منتخبات بتصريحات يطعنون فيها بنزاهة نتيجة الكرة الذهبية ، الأمر الذي لم يحدث قبلا خصوصا في السنوات الأربع التي توج فيها الأيقونة ميسي بلقب أفضل لاعب في العالم ، رغم القيل والقال الذي صاحب فوزه سنة 2010 حين نددت بعض الافواه باختيار اللاعب باعتبار أن شنايدر كان الأحق آنذاك بعد أن حقق خماسية تاريخية رفقة فريقه الإنتر لكنه لم يكن ضمن لائحة المرشحين للجائزة التي فاز بها ميسي .
في الحقيقة هذا التذكير ليس اعتباطيا بل متعمدا فهو مقدمة ضرورية لما هو آت ، وأود من خلاله أن أرد على الأصوات التي شككت في نزاهة الفيفا هذه السنة وكل سنة ..ولهؤلاء أقول وهل شككتم لوهلة أنها نزيهة أصلا ؟؟
من مقتنع أن الكرة الذهبية هي عبارة عن إنجازات جماعية فليتابع معي المقارنة التالية :
سنة 2010 :
شنايدر (الدوري الأيطالي ، كأس إيطاليا ، السوبر الأيطالي ، دوري أبطال أوروبا و كأس العالم للأندية)
ميسي (الدوري الأسباني ، كأس السوبر الأسباني ، هداف دوري الابطال وهداف الدوري الأسباني ).
أفضلية واضحة لشنايدر الذي لم يكن ضمن لائحة المرشحين للجائزة التي فاز بها ميسي . السؤال هل الجائزة عبارة عن إنجازات ؟
سنة 2013 :
ريبيري : ( الدوري الألماني، كأس السوبر الأوروبي، كأس ألمانيا، أبطال أوروبا، كأس العالم للأندية و أفضل لاعب في أوروبا )
ميسي : ( الدوري الأسباني، السوبر الأسباني، هداف الدوري الاسباني والفائز بالحذاء الذهبي)
كريستيانو : لا شيء يذكر
كريستيانو رونالدو يتوج بالجائزة وريبيري يأتي في المركز الثالث . نفس السؤال هل الكرة الذهبية عبارة عن إنجازات ؟؟
حسب المعطيات السابقة وباختصار شديد من يرى أن شنايدر قد ظلم سنة 2010 لعدم فوزه بل لعدم ترشيحه بالأساس للجائزة فإن ريبيري قد تعرض لأكبر ظلم في التاريخ لأنه كان موجودا ضمن المرشحين لها و لم يفز بها رغم موسمه الحافل مع فريقه بايرن ميونيخ الذي كلله بخمسة ألقاب .
أما من يقول أن رونالدو يستحقها عن جدارة رغم موسمه الخالي من إنجازات تذكر سوى الأهداف ال 69 التي سجلها خلال مشاركاته مع فريقه الاسباني و منتخب بلاده البرتغال ، فعليه أن يتقبل حقيقة استحقاق ميسي للكرات الأربع التي فاز بها خصوصا كرة 2010 .
ما أريد إبرازه من كل هذا هو أن جائزة الكرة الذهبية جائزة اللامنطق واللاموضوعية واللاحيادية ومن العيب بل ومن العار أن تتميز الجائزة الفردية الأغلى في العالم باللامصداقية وبغياب معايير معلومة و محددة يتم على أساسها اختيار اللاعب الأكثر استحقاقا لها .
أنا لن أناشد الفيفا و المجلة الفرنسية لإعادة النظر في أساليب اختيار المتوجين والاستقرار على معايير واضحة للمتتبعين قبل المتنافسين لأنني ببساطة شديدة ممن يؤمنون أن هذه الجائزة لا تعدو كونها مسرحية وأؤيد رأي أحد الصحفيين الذي أكد أن المسألة بالكامل لا علاقة لها بالحب والود والعواطف والمشاعر وتشجيع بلاتر لهذا النادي أو عدم حبه لذلك، كما ليس لها علاقة نهائيا بالموضوع التافه الخاص بتصريحات بلاتر ضد رونالدو وتصريحات رونالدو ضد بلاتر وهذا الكلام الفارغ الذي تصنعه شركات العلاقات العامة والدعاية والإعلان لأهداف البروباجاندا.. باختصار جائزة الكرة الذهبية مسرحية بالكامل ولا أعتقد أن عاقل يشك في ذلك للحظة!
وأخيرا ، رغم أن رونالدو لم يحقق أي ألقاب أو بطولات أو إنجازات تذكر في العام 2013 فهو يستحق لقب أفضل لاعب في العالم مادامت معايير الجائزة مطاطية وتستوعب المتغيرات ، وهو فعلا أحد أمهر اللاعبين في العالم وأكثرهم عملا على نفسه .. مبروك رونالدو ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق